ارتدت مخرجة سعودية الزي الرجالي كاملا وغطت وجهها بالشماغ السعودي ووضعت العقال فوق رأسها أثناء تنفيذ برنامج صورته قناة العربية في منطقة صحراوية شمال الطائف.
وقالت المخرجة هيا سعد إن السبب في تنكرها بزي رجالي يعود إلى الخوف من معرفة اسمها الحقيقي وكشف هويتها كامرأة فقط لا غير. وأضافت "تنكري ليس خوفا من الجهات الرسمية كهيئة الأمر بالمعروف أو غيرها والقبيلة لا تعنيني فأنا أمثل نفسي فقط".
وعن السبب في عدم ارتدائها الزي النسائي المتعارف عليه قالت هيا، التي تبلغ من العمر 29 عاما، إنها المرأة الوحيدة الموجودة في العمل ولا يوجد هناك عنصر نسائي آخر وفضلت أن تكون رجلا أمام من يزورون موقع التصوير ومن هم ليسوا منتسبين لطاقم العمل.
ووقفت الأنثى الوحيدة بين الرجال وكأنها واحدة منهم بعد أن غطى الشماغ وجهها كاملا وغطت عينيها بنظارة شمسية وبدأت في إخراج عملها الفني الذي كان يتضمن مشاهد تمثيلية.
شهدت بعض مشاهد التصوير وكانت المخرجة تمسك بأوراق السيناريو وتوجه الممثلين والمصورين وتغضب تارة من عدم تصوير المشهد بالشكل الصحيح، وتثني تارة أخرى على إتقان الممثلين لدورهم.
وأكدت المخرجة الشابة أنه متى ما تهيأت لها الفرصة للظهور في هذا المجال الحساس جداً فإنها قادرة على الإنتاج والعطاء وقادرة على منافسة الجنس الآخر وذلك في ظل حدود عادات وتقاليد المجتمع السعودي. وبينت أنها تريد من خلال هذه التجربة أن تكسر الحواجز السائدة في المجتمع والتي يراها البعض وكأنها قيود مفروضة على النساء والتي تتمثل في احتكار الرجال لمهنة المتاعب ومجال الإعلام وكذلك الإخراج.
والإعلامية هيا سعد أول سعودية تدخل مجال الإنتاج والإخراج الغنائي وأول سعودية تخرج الفيديو كليب الغنائي داخل المملكة، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز بجـدة في عام 1427.
وسبق أن أخرجت عددا من الأعمال الفنية منها أغنية "مبسم هيا" التي تبث حالياً على بعض القنوات الغنائية وأغنية خاصة بالملك عبدالله بعنوان "صقر العروبة" وتبث على قنوات art وأغنية خاصة بالمنتخب بعنوان "مرحبا مليون" وتبث عبر إذاعة "إم بي سي إف إم".
كما أضافت هيا سعد أنها تريد كذلك أن تثبت أن المرأة السعودية متى ما تهيأت لها الفرصة فإنها قادرة على الإبداع والعطاء في ظل حدود العادات والتقاليد. وتمضي تقول: أريد أن أكسر الحواجز النفسية السائدة التي تمثل قيودا على المرأة وتتسبب بالتالي في احتكار الرجل لأعمال كثيرة منها الإخراج.