أحداث هذه القصة على الرغم من غرابتها الشديدة وصعوبة تصديقها إلا أنها حدثت بالفعل!
..
سأقصها عليك عزيزي القارىء ولك مطلق الحرية في أن تصدقها وتؤمن أنها حدثت على أرض الواقع..
..
أو يمكنك بكل بساطة أن تريح عقلك وترفضها معتبراً إياها حدثت فقط في سماء الخيال..
"عشرون ألف قدم فوق الماء"
تثاءبت (هدى) التي تعمل مضيفة جوية في شركة (الخطوط الجوية الـ...)، وفردت ذراعيها في إرهاق واضح، قبل أن تقول:
- يا لها من مهنة شاقة! أليست كذلك يا (رويدا)؟
ابتسمت زميلتها (رويدا) وهي تجيبها بلهجة شامية:
- أنت محقة، فالعمل في الطائرات مهنة ليست بالسهلة، لكنك ستعتادينها سريعاً.
أغمضت (هدى) عينيها قليلاً وهي تقول كمن يسترجع ذكرى من الماضي:
- من كان يتصور أن (هدى) التي كانت عندما تسافر من (القاهرة) إلى (الإسكندرية) تظن أنها وصلت إلى حافة العالم، تتواجد الآن في طائرة فوق السحاب متجهة إلى (أستراليا) في رحلة لـ16 ساعة كاملة؟!
أطلقت (رويدا) ضحكة قصيرة، وهي تلوح بيدها أمام زميلتها:
- على رسلك يا (هدى)، من يسمعك الآن يظن أنك ستظلين تعملين طيلة الـ16 ساعة مدة الرحلة!
ابتسمت (هدى) قائلة:
- كلا بالطبع، ولذلك تتبادل نوبتان من طاقمي الضيافة في الطائرة نظراً لطول المسافة.
ألقت (رويدا) نظرة على ساعتها قبل أن تقول:
- وها قد انتهت نوبتنا.
صاحت (هدى):
- وبدأت نوبة الاستمتاع بأحلى شيء في الوجود الآن.
سألتها (رويدا) في حيرة:
- ماذا تقصدين؟
ضحكت (هدى) وهو تغمز بعينها لزميلتها قبل أن تقول:
- أقصد النوم بالطبع، سأنزل إلى كبائن النوم بالأسفل.
ابتسمت (رويدا) قائلة:
- حسناً، سأتبعك لكن بعد أنتهي من كتابة التقرير الخاص بالرحلة.
لوحت (هدى) لها بذراعيها وقد بدأت بالابتعاد عنها بالفعل.
******
كانت الطائرة مثلها كسائر طائرات الرحلات الطويلة تحتوي على طابق سفلي يحتوي أقسام لشحن أمتعة وحقائب ركاب الطائرة ويجاوره كبائن النوم الخاصة بطاقم الطائرة.
هبطت (هدى) على السلم الصغير الذي يصل للطابق السفلي للطائرة وهي تمنّي نفسها بقسط وافر من النوم. واتجهت إلى الكابينة وتفتح بابها لتتراجع في ذعر!
******
- من أنتِ؟ وماذا تفعلين هنا؟
بهذه العبارة صاحت (هدى) بحدة في السيدة الوقور الجالسة أمامها على فراشها.
ابتسمت السيدة في حنان ولم تجب مما جعل (هدى) تشعر بتأنيب الضمير على حدتها مع السيدة، فاستدركت قائلة في لهجة ظهر الحرج جلياً فيها:
- سيدتي، هذه الكبائن مخصصة فقط لطاقم الطائرة، وممنوع على أي من الركاب مجرد النزول إليها.
ظلت السيدة صامتة لحظة قبل أن تقول:
- معذرة، فلا يمكنني فهمك!
حدقت فيها (هدى) لحظة قبل أن ينتابها مزيد من الحرج فالعبارة التي قالتها السيدة كانت بالإنجليزية وقد نسيت (هدى) من فرط المفاجأة وخاطبتها بالعربية التي لا تفهمها السيدة.
ابتسمت (هدى) وقد زال عنها توترها جزئياً، قبل أن تعاود سؤال السيدة بالإنجليزية عما أتاها إلى هذا المكان الممنوع على الركاب.
في هدوء أجابت السيدة:
- بنيتي، أرجو أن تسامحيني عما سببته لك من ذعر ولكني فقط أردت إراحة جسدي العجوز الذي تعب من الوضعية التي تفرضونها إجبارياً على مستقلي طائرتكم.
نظرت (هدى) إليها في شفقة، قبل أن تتمتم في خفوت:
- لكن سيدتي هذا ممنوع، ويجب أن ترجعي إلى مكانك بالأعلى فوراً.
في لهجة أشبه بالاستجداء قالت السيدة:
- حبيبتي، أرجوك دعيني مدة عشر دقائق فقط وسأغادر بعدها على الفور.
حيرة شديدة وقعت فيها (هدى)، فقد كانت لهجة وأسلوب السيدة يوحيان بالصدق فعلاً ولا يتركان مجالاً لرفض طلبها.
في استسلام قالت (هدى):
- حسناً، ولكن هل أنت مسافرة بمفردك أم معك شخص ما؟
في سرعة أجابتها السيدة:
- أنا مسافرة برفقة زوجي، هلا أطلب منك معروفاً؟
في حماس ردت (هدى):
- بالتأكيد.
قالت السيدة:
- هلا تصعدين لزوجي بالأعلى وتخبرينه أنني أرتاح قليلاً بالأسفل حتى لا يشعر بالقلق تجاهي؟
ترددت (هدى) لحظة قبل أن تسألها:
- حسناً، ولكن كيف سأعرفه؟
أجابتها السيدة:
- اسمه مستر (ماكارثي) وهو جالس في المقعد رقم (...) بجوار الممر.
سكتت لحظة ثم أردفت بابتسامة:
- وهو بالطبع شخص عجوز مثلي.
على الرغم منها ابتسمت (هدى) قبل أن تقول:
- حسناً يا سيدة (ماكارثي)، أنا ذاهبة إليه.
بلهجة يشوبها الامتنان، نظرت السيدة (ماكارثي) إلى (هدى) وهي تقول:
- أشكرك كثيراً يا بنيتي.
******
اتجهت (هدى) إلى السلم المؤدي للطابق الأعلى لتصعد درجاته في سرعة وتتجه حيث ركاب الطائرة وبخطوات سريعة اتجهت نحو المقعد الذي يجلس عليه مستر (ماكارثي) كما وصفته لها زوجته.
توقفت (هدى) بجوار السيد (ماكارثي) الذي بدا مستغرقاً في نوم عميق فلم يشعر بقربها منه.
- سيد (ماكارثي).. سيد (ماكارثي)
في خفوت ولهجة مهذبة للغاية بدأت (هدى) بإيقاظ الرجل العجوز الذي بدأ يفتح عينيه وعلى وجهه علامات انزعاج.
هتف العجوز:
- ماذا؟ ما الأمر؟
أجابت (هدى) في سرعة:
- سامحني يا سيد (ماكارثي) على إيقاظك ولكن زوجتك أرادت فقط أن تخبرك أنها ترتاح بالأسفل عدة دقائق فقط فلا تقلق عليها.
ظهرت علامات الحيرة جلية على وجه الرجل وهو يقول:
- زوجتي مَن؟ وكيف عرفتِ اسمي؟!
هنا جاء الدور على (هدى) لتسأله في حيرة أكبر:
- ألست أنت السيد (ماكارثي)؟
أجابها الرجل:
- أجل، اسمي هو (ماكارثي) ولكنك لم تجيبي سؤالي بعد، كيف عرفتِ اسمي؟!
تجاهلت (هدى) السؤال، وفي توتر شديد سألته هي:
- أليست زوجتك ترافقك في هذه الرحلة؟
أجابها (ماكارثي):
- أجل، زوجتي ترافقني ولكن..
بلغ التوتر ذروته (هدى) وهي تسأله:
- ولكن ماذا؟
رد (ماكارثي):
- ولكنها ترقد في نعشها بالأسفل!
******
..
سأقصها عليك عزيزي القارىء ولك مطلق الحرية في أن تصدقها وتؤمن أنها حدثت على أرض الواقع..
..
أو يمكنك بكل بساطة أن تريح عقلك وترفضها معتبراً إياها حدثت فقط في سماء الخيال..
"عشرون ألف قدم فوق الماء"
تثاءبت (هدى) التي تعمل مضيفة جوية في شركة (الخطوط الجوية الـ...)، وفردت ذراعيها في إرهاق واضح، قبل أن تقول:
- يا لها من مهنة شاقة! أليست كذلك يا (رويدا)؟
ابتسمت زميلتها (رويدا) وهي تجيبها بلهجة شامية:
- أنت محقة، فالعمل في الطائرات مهنة ليست بالسهلة، لكنك ستعتادينها سريعاً.
أغمضت (هدى) عينيها قليلاً وهي تقول كمن يسترجع ذكرى من الماضي:
- من كان يتصور أن (هدى) التي كانت عندما تسافر من (القاهرة) إلى (الإسكندرية) تظن أنها وصلت إلى حافة العالم، تتواجد الآن في طائرة فوق السحاب متجهة إلى (أستراليا) في رحلة لـ16 ساعة كاملة؟!
أطلقت (رويدا) ضحكة قصيرة، وهي تلوح بيدها أمام زميلتها:
- على رسلك يا (هدى)، من يسمعك الآن يظن أنك ستظلين تعملين طيلة الـ16 ساعة مدة الرحلة!
ابتسمت (هدى) قائلة:
- كلا بالطبع، ولذلك تتبادل نوبتان من طاقمي الضيافة في الطائرة نظراً لطول المسافة.
ألقت (رويدا) نظرة على ساعتها قبل أن تقول:
- وها قد انتهت نوبتنا.
صاحت (هدى):
- وبدأت نوبة الاستمتاع بأحلى شيء في الوجود الآن.
سألتها (رويدا) في حيرة:
- ماذا تقصدين؟
ضحكت (هدى) وهو تغمز بعينها لزميلتها قبل أن تقول:
- أقصد النوم بالطبع، سأنزل إلى كبائن النوم بالأسفل.
ابتسمت (رويدا) قائلة:
- حسناً، سأتبعك لكن بعد أنتهي من كتابة التقرير الخاص بالرحلة.
لوحت (هدى) لها بذراعيها وقد بدأت بالابتعاد عنها بالفعل.
******
كانت الطائرة مثلها كسائر طائرات الرحلات الطويلة تحتوي على طابق سفلي يحتوي أقسام لشحن أمتعة وحقائب ركاب الطائرة ويجاوره كبائن النوم الخاصة بطاقم الطائرة.
هبطت (هدى) على السلم الصغير الذي يصل للطابق السفلي للطائرة وهي تمنّي نفسها بقسط وافر من النوم. واتجهت إلى الكابينة وتفتح بابها لتتراجع في ذعر!
******
- من أنتِ؟ وماذا تفعلين هنا؟
بهذه العبارة صاحت (هدى) بحدة في السيدة الوقور الجالسة أمامها على فراشها.
ابتسمت السيدة في حنان ولم تجب مما جعل (هدى) تشعر بتأنيب الضمير على حدتها مع السيدة، فاستدركت قائلة في لهجة ظهر الحرج جلياً فيها:
- سيدتي، هذه الكبائن مخصصة فقط لطاقم الطائرة، وممنوع على أي من الركاب مجرد النزول إليها.
ظلت السيدة صامتة لحظة قبل أن تقول:
- معذرة، فلا يمكنني فهمك!
حدقت فيها (هدى) لحظة قبل أن ينتابها مزيد من الحرج فالعبارة التي قالتها السيدة كانت بالإنجليزية وقد نسيت (هدى) من فرط المفاجأة وخاطبتها بالعربية التي لا تفهمها السيدة.
ابتسمت (هدى) وقد زال عنها توترها جزئياً، قبل أن تعاود سؤال السيدة بالإنجليزية عما أتاها إلى هذا المكان الممنوع على الركاب.
في هدوء أجابت السيدة:
- بنيتي، أرجو أن تسامحيني عما سببته لك من ذعر ولكني فقط أردت إراحة جسدي العجوز الذي تعب من الوضعية التي تفرضونها إجبارياً على مستقلي طائرتكم.
نظرت (هدى) إليها في شفقة، قبل أن تتمتم في خفوت:
- لكن سيدتي هذا ممنوع، ويجب أن ترجعي إلى مكانك بالأعلى فوراً.
في لهجة أشبه بالاستجداء قالت السيدة:
- حبيبتي، أرجوك دعيني مدة عشر دقائق فقط وسأغادر بعدها على الفور.
حيرة شديدة وقعت فيها (هدى)، فقد كانت لهجة وأسلوب السيدة يوحيان بالصدق فعلاً ولا يتركان مجالاً لرفض طلبها.
في استسلام قالت (هدى):
- حسناً، ولكن هل أنت مسافرة بمفردك أم معك شخص ما؟
في سرعة أجابتها السيدة:
- أنا مسافرة برفقة زوجي، هلا أطلب منك معروفاً؟
في حماس ردت (هدى):
- بالتأكيد.
قالت السيدة:
- هلا تصعدين لزوجي بالأعلى وتخبرينه أنني أرتاح قليلاً بالأسفل حتى لا يشعر بالقلق تجاهي؟
ترددت (هدى) لحظة قبل أن تسألها:
- حسناً، ولكن كيف سأعرفه؟
أجابتها السيدة:
- اسمه مستر (ماكارثي) وهو جالس في المقعد رقم (...) بجوار الممر.
سكتت لحظة ثم أردفت بابتسامة:
- وهو بالطبع شخص عجوز مثلي.
على الرغم منها ابتسمت (هدى) قبل أن تقول:
- حسناً يا سيدة (ماكارثي)، أنا ذاهبة إليه.
بلهجة يشوبها الامتنان، نظرت السيدة (ماكارثي) إلى (هدى) وهي تقول:
- أشكرك كثيراً يا بنيتي.
******
اتجهت (هدى) إلى السلم المؤدي للطابق الأعلى لتصعد درجاته في سرعة وتتجه حيث ركاب الطائرة وبخطوات سريعة اتجهت نحو المقعد الذي يجلس عليه مستر (ماكارثي) كما وصفته لها زوجته.
توقفت (هدى) بجوار السيد (ماكارثي) الذي بدا مستغرقاً في نوم عميق فلم يشعر بقربها منه.
- سيد (ماكارثي).. سيد (ماكارثي)
في خفوت ولهجة مهذبة للغاية بدأت (هدى) بإيقاظ الرجل العجوز الذي بدأ يفتح عينيه وعلى وجهه علامات انزعاج.
هتف العجوز:
- ماذا؟ ما الأمر؟
أجابت (هدى) في سرعة:
- سامحني يا سيد (ماكارثي) على إيقاظك ولكن زوجتك أرادت فقط أن تخبرك أنها ترتاح بالأسفل عدة دقائق فقط فلا تقلق عليها.
ظهرت علامات الحيرة جلية على وجه الرجل وهو يقول:
- زوجتي مَن؟ وكيف عرفتِ اسمي؟!
هنا جاء الدور على (هدى) لتسأله في حيرة أكبر:
- ألست أنت السيد (ماكارثي)؟
أجابها الرجل:
- أجل، اسمي هو (ماكارثي) ولكنك لم تجيبي سؤالي بعد، كيف عرفتِ اسمي؟!
تجاهلت (هدى) السؤال، وفي توتر شديد سألته هي:
- أليست زوجتك ترافقك في هذه الرحلة؟
أجابها (ماكارثي):
- أجل، زوجتي ترافقني ولكن..
بلغ التوتر ذروته (هدى) وهي تسأله:
- ولكن ماذا؟
رد (ماكارثي):
- ولكنها ترقد في نعشها بالأسفل!
******